الأربعاء، 25 يناير 2012

هذا هو الشيخ الصادق شورو أنشرها بقدر حبك للحق

تابعنا علي الفايسبوك









متواضع جدا في هيئته لا تكاد تميزه عن غيره من الناس في المجالس.هادىء جدا في حديثه و حركاته و في تفكيره .لا يعرف القهقهة و لا الصياح و انما يكتفي بابتسامة خفيفة او برفع رأسه و تقطيب خفيف في حاجبيه اذا استغرب من امر و لا نقول اذا غضب .هذا هو الدكتور صادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة التونسية و استاذ مادة الكمياء في كلية الطب بتونس الذي قضى في سجون بن علي اكثر من 18 عاما و ثمانية اشهر كاملة.منها 14 عام عاما في عزلة انفرادية لا يختلط فيها بأحد من الناس سوى حراسه الذين كلفوا بمراقبته.تم اعتقاله في فيفري 1991 من قبل جهاز الاستعلامات فحقق معه في مسائل عامة و لم يكن يعلم بصفته الحقيقية في الحركة الاسلامية و سلط عليه عذابا شديدا ليعرف صلته بها على المستوى التنظيمي و السياسي ثم وقع التحقيق معه مرة ثانية في مكاتب مصالح أمن الدولة لان لديهم معلومة بانه حضرة اجتماع في احدى مناطق العاصمة حيث أنكر الشيخ الصادق شورو هذا الاجتماع و أنكر أي علاقة له بقيادة الحركة و بمؤسساتها.و عندما تم تقديمه الى حاكم التحقيق بتهمة تكوين عصابة مفسدين تم اقتياده الى مصالح أمن الدولة مرة اخرى و لكنهم هذه المرة وجدهم قد اكتشفوا حقيقة صيفته التنظيمية كرئيس لحركة النهضة و قع انتخابه في مؤتمر بمدينة صفاقس سنة 1988 و سلط عليه في هذا التحقيق تعذيب شديد للاعتراف بأن الحركة كانت تعد لانقلاب عسكري و الاستيلاء على الحكم و أكد الشيخ صادق على ان الحركة تعتمد الوسائل السلمية في تحقيق أهدافها و قدم لهم الأدلة الواقعية و المنطقية و أن هذه التهم من نسج الخيال و لا أساس لها في الواقع.و لم يقع احترامه كرئيس حركة و استاذ جامعي و تعاملوا معه بأقصى شراسة و لم يحترموا أبدا صفته العلمية و الاجتماعية و سلطواعليه مختلف طرق التعذيب التي سلطت على أبناء الحركة بل مارسوا عليه أشدها و من بين الاساليب التعليق على هيئة دجاجة مصلية وهي طريقة مشهورة في تونس حيث يتم ربط ربط يدي الشخص و رجليه و يعلق في الهواء بعصا ليتم تعنيفه و ضربه بالسياط من طرف عون مختص في التعذيب و كذلك التعليق في الباب و التهديد بالقتل و اطلاق عيارات نارية فوق الرأس بهدف التخويف و رغم كل هذا التعذيب أبى شيخي العزيز أن ينحني و صمد على مواقفه و مبادئه تنقل الشيخ صادق الى كل السجون من سجن 9 أفريل الى سجن الناظور ثم الى القصرين ثم الى سجن قفصة وصولا الى الهوارب ثم سجن قرمبالية لتكون النهاية من حيث البداية في سجن 9 أفريل و كل السجون عاملته بنفس القسوى و الشدة.و كانت زوجة الشيخ صادق كما قال هو ; بفضل من الله و تأييد منه كانت لها شخصية قوية وهي مؤمنة بالعمل الاسلامي و كل أنشطة زوجها فكانت صابرة محتسبة لله عز و جل  كنت دائما أشجعها و أذكرها في زيارتي بقول الله و العاقبة للمتقين  فان لم ننلها في الدنيا فسننالها في الآخرة.كان الشيخ صادق شورو لا يلتقي بأحد في السجون و كان في عزلته يقضي وقته في العبادة و التقرب الى الله و حفظ القرآن و تلاوته و تدبره و كان يعيش مع الله منقطعا على العالم لا صلة له الا بربه و بكتابه الذي هو ملك الله ففي هذه العزلة وجه اجابي و ليست شرا مطلقا بأن من الله عليه بمعرفة أشياء كثيرة ما كان لي أن أعرفها لولا تلك العزلة و المقصود الأبعاد الروحانية التي فتح الله عليه هناك اكتشف فهما روحانيا للقرآن ما وراء سطور  القرآن و معانيه الظاهرة معان روحية كبيرة في التقوى و الصبر و لقد تمكن من حفظ القرآن الكريم و هذا فضل من الله و ذلك في سنة 1998 و السنة التي بعدها كتب نحو 20 كراسا أو أكثر في استقراء لبعض الصور مثل صورة الاخلاص و الليل و القلم وهو استقراء بهدف استخراج الرؤى الفكريةالتي تؤسس لنهضة اسلامية شاملة في خمسة مجالات كبرى هي المجال العقدي و الفكري و المجال الديني و الثقافي و السياسي و الاقتصادي عندما كان الشيخ يكتب في هذه الخواطر كان يتساءل  'كبف أكتبها و أنا أعلم أنه من شبه المستحيل ان اخرج فقد يستولى عليها السجان في أي لحظة '.خرج الشيخ صادق شورو يوم 30 أكتوبر 2010 أي شهر و نصف قبل الثورة كأنه كان على موعد معها  ليكون يوم عيد و كانت فرحة لا توصف وأتذكر ذاك اليوم المبارك و لن أنساه ما حييت 
و هاهو اليوم الشيخ الصابر التقي العفيف المجاهد الصادق يتوجه برسالة الى الشباب
أنصحهم بألا لا يغفلوا عن التربية الروحية و التكوين الديني و البناء الفكري الذي فتح أمامهم هذه مسألة في غاية الأهمية فهذه هي أسس العمل الاسلامي التي نخشى في خضم هذا الواقع المتحرك أن يستهويهم العمل السياسي فيغفلون عن الاسس التربوية و العقائدية و الروحية و الفكرية التي يجب أن  تظل منطلقا للعمل الاسلامي عليهم ان يولوا عناية خاصة لحفظ القرآن الكريم و تدبره و تلاوته و العمل به و كذلك حفظ الحديث النبوي و تدبره و العمل به أن يفهموا دينهم و يتقنوا عبادتهم و الا لا ينسوا قيام الليل هذه الأسس الدينية يجب أن تكون حاضرة في اهتمامات الشباب الذي يريد أن يعمل للاسلام و تحقيق مصلحة الأمة العربية و الاسلامية.
يا شيخي العزيز ستبقى شامخا كشم الجبال و سينصر بك الله دينه 

ليست هناك تعليقات: