الخميس، 8 ديسمبر 2011

قصتي مع الثورة بقلم الشاب فاروق التركي








منذ الولادة و نحن نعيش حالة من الصمت ،حالة من الخوف ،حالة من اليأس
كنا نسمي الأسماء بغير مسمياتها،الرئيس أصبح المعلم و الحلاقة باتت المعلمة،البوليس ينعت بالحاكم و الحاكم يلقب بالنضام البوليسي، وصلنا إلى مرحلة سئمنا فيها العيش على أرضنا التي نزعم أنها مستقلة و خرجنا لنصرخ معا و نطالب بشيئ طالما كان شعارا نسمعه و لا نشعر به،الديمقراطية و ما أدراك ما الديمقراطية،سقط منا قتلى فزدنا تصميما على المقاومة و مع الوقت تبين لنا أن من أخافنا لسنوات و سنوات كان أجبن الجبناء.
انتصرنا عليه و أسقطناه ، لكنا لم نفرح بذلك كثيرا، فقد تبين لنا أن مشكلتنا ليست في شخص ، بل في منضومة كاملة، منضومة فساد قوية و متكاملة، أيقنا أنه علينا إكمال المشوار و مواصلة النضال و هذا ما حدث.


فتوالت المضاهرات و الإعتصامات ،و رفعت فيها شعارات عدة منددة بالحزب الفاسد ثم حكومة الغنوشي و يتلو ذلك حكومة السبسي و انتهاكات الوزراء.
و في كل مرة نخرج فيها للشارع معبرين عن رأينا رافضين الإلتفاف على ثورتنا يأتي المتشدقون بالحداثة ليعرقلو نشاطنا و يكونو أقوى سند لحكوماتنا الفاسدة و لكن شيئ ما في داخلنا كان يدفعنا لمواصلة المشوار و المضي قدما في سبيل تحقيق الهدف المنشود...
وصلنا و الحمد لله إلي موعد الإنتخابات و شهدنا ذلك اليوم التاريخى،رأيت مشهدا قل ما أراه في بلدنا،أناس مسطفون من الصباح الباكر تحت أشعة الشمس الحارقة منتضرين دورهم في الإقتراع بكل صبر مع إحترام البقية و إيثار المرضى و المسنين.و مع نهاية النهار أدلى كل تونس بصوتة بكل حرية و عدنا لديارنا والغبطة مرسومة على أفواهنا والزرقة مرتسمة على أصابعنا.إنتضرنا النتائج والتي أفرزت فوز الأحزاب الوطنية اللتي لطالما كانت سندا للشعب و للثورة. بدأ أملنا في بلد ديمقراطي يرتسم في قلوبنا و بدأت أحلامنا تكبر و تكبر، و مع إنعقاد أول مجلس وطني تأسيسي منتخب صرنا نتباهى أمام العالم بنجاح ثورتنا،ثورة الحرية و الكرامة . و مع بدأ المداولات الجدية لا أعلم لمذا , لكن أصابني بعض الإحباط.


فصرت أرى مثقفينا في حلة الجهل و ديمقراطيونا في حلة الغباء ، صرت أسمع عبارات مثل "دكتاتورية الأغلبية" و "جور عملية التصويت" إلخ إلخ إلخ
كل من كان يدعي الديمقراطية و كان يتغنى بها أصبح الأول في التشكيك في اختيارات الشعب و يدعي جاهليته. و أصبحنا نرا هته الأقلية الثرثارة تمرر سمومها يوميا في إعلامنا اللاوطني، إعلام العار و اليسار.للأسف هؤلاء الحداثيون لم يستوعبي الدرس من الشعب و مازالو مصرين على النضال، لكن أي نضال ؟؟؟ نضال من أجل الإلتفاف على ثورتنا و على مطالب شعبنا ، نضال لتغريب شعب متمسك بهويتة الإسلامية العربية.



فتبا لكم و لسياستكم القذرة و كذبكم المتواصل على شعب متعطش لحريتة و لكرامته وتبا لسخرية القدر التي جعلت منكم نواب يتكلمون باسم الشعب.
كتبت هذه الكلمات لكي تعلموا مدى تضحياتنا لتجدوا أنفسكم في ذلك المجلس واعلموي أن كراسيكم لم تصنع من خشب ، بل هي مصنوعة من دماء جرحانا و شهدائنا.

فاروق التركي 


ليست هناك تعليقات: